السعودية و"المناضلون العرب"- من الشتائم إلى الإنجازات
المؤلف: هيلة المشوح09.11.2025

«أقصر الدروب نحو الانتساب إلى حلبة المجاهدين العرب المزعومين هو توجيه السهام صوب السعودية».
هكذا صاغها الأديب الساخر جلال كشك ذات يوم، ولم تكن مجرد دعابة سياسية عابرة، بل كانت تشخيصاً لاذعاً لحالة فكرية عربية مزمنة استسهلت اختزال النضال في عداء مجاني، وشعارات بالية، وكلمات فارغة من المحتوى، فمنذ أمد بعيد؛ غدت المملكة العربية السعودية هدفاً سهلاً لكل من رام إثبات ولائه لمعسكر «التقدم» الزائف أو «الممانعة» الواهية، فأضحى السبيل الأيسر لنيل مقعد في صدارة النضال هو التهجم على السعودية، بدلاً من تقديم مشروع عملي، أو مواجهة عدو حقيقي، أو إطعام طفل يتضور جوعاً أو ستر عورة فقير في وطنه المتردي!
في تدوينة له على منصة x، أشار الإعلامي القدير داود الشريان إلى تعامل بعض القنوات الإعلامية الناطقة بالعربية مع الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكأنه تهمة تستوجب الإدانة، مستشهداً بمقولة كشك الشهيرة عن نادي «المناضلين» العرب، وهذا محض الواقع، لكنه ليس صلب المسألة في طرح الأستاذ داود، بل الأهم هو انزلاق بعض الصحفيين والكتاب السعوديين (بدوافع حسنة النية) إلى موقع المدافع عن النفس أمام طوفان الاتهامات والأباطيل المضللة، والحقيقة - في تصوري المتواضع - أنه لا توجد قضية تستدعي الدفاع، ولا نحتاج إلى محاماة عن مواقف هي في جوهرها (إنجازات) راسخة ونجاحات باهرة، يتم عرضها على موائد المؤامرات بإيعاز من الحاقدين والمغرضين من بقايا الإخوان والجماعات المتطرفة، تحت ستار برامج حوارية تلوكها ألسنة المرتزقة والمأجورين في هذه القنوات الموجهة التي دأبت على مدى عقود على ترويج صورة نمطية مشوهة عن السعودية، بينما تتجاهل عن عمد انتهاكات حلفائها المقربين، وتمتنع عن تغطية الأحداث الإنسانية التي لا تتفق مع أجندات مموليها ولا تخدم مصالحهم الضيقة، وعلى كل حال ففي ختام تلك المهاترات يدرك المشاهد - سواء كان محباً أو كارهاً - أنه أمام مجرد جلسات للثرثرة وتنفيس عن الضغوط النفسية والتعافي من وطأة هذه الإنجازات وأصداءها التي أقضت المضاجع وأثارت الأحقاد وضيقت الصدور والآفاق؛ يعني بعبارة أخرى جلسات استشفاء أو علاج جماعي أشبه بما نراه في الأفلام السينمائية.. لا أكثر ولا أقل.
أما بخصوص عضوية نادي «المناضلين» المزعوم من قبل بعض المنبوذين من المثقفين والسياسيين العرب، الذين يستمّدون شرعيتهم النضالية الزائفة بمجرد توجيه سهام النقد اللاذع إلى السعودية، بصرف النظر عن مواقفهم الحقيقية أو ما يقدمونه فعلياً من فكر مستنير أو عمل نضالي جاد، فهم يتعمدون مهاجمة السعودية كأداة سهلة لتحقيق الشهرة الزائفة أو إعادة تلميع صورهم الباهتة بمظهر المناضل أو التقدمي أو القومي إلى آخره من المسميات الرنانة، دون أن تكون لديهم أية مواقف راسخة أو إنجازات ملموسة، وقد اعتدنا هذا السلوك الشائن وتجرعنا إسفافهم وابتذالهم (مثل شرب القهوة المرة) صابرين محتسبين ...!
صحيح أن السعودية لا تدّعي العصمة والكمال، ولا تنأى بنفسها عن النقد البناء، لكنها في العقد الأخير تحديداً خطت خطوات حثيثة وجبارة في مسيرة تحقيق إنجازات اقتصادية واجتماعية وسياسية ضخمة تمسّ صميم حياة مواطنيها، وتواجه بها بشجاعة تحديات العصر المتسارعة. لكن على الرغم من ذلك، لا يزال بعض «المناضلين» العرب المتكلسين يصرّون على التشبث بخطاب الستينيات العقيم، رافضين الاعتراف بالتغيير الجذري الحاصل، لأن الاعتراف بهذا التغيير يسقط عنهم عباءة التميز الكاذبة التي اكتسبوها مجاناً بمجرد شتمهم للسعودية. إن ما قاله جلال كشك لم يكن سوى مرآة مهشمة لمجتمعات اعتادت تزييف الحقائق وصناعة بطولات وهمية وحروب شعارات لفظية جوفاء، وبينما تتقدم السعودية بخطى واثقة وثابتة على أرض الواقع، ما زال هذا «النادي» الزائف يلوك شعاراته البالية في مقهى عتيق، ينتظر التصفيق من أكف ممدودة للتسول والتماس العون!
وختاماً.. السعودية ليست بحاجة إلى من يدافع عنها، فمواقفها تتحدث عنها وتشهد لها بالإشادة والتقدير، بل هي بأمس الحاجة إلى من يروج ويسوق لهذه المواقف المشرفة في عقر دار الخصوم قبل الأصدقاء، وإلى من يقلب الطاولة في تلك القنوات المأفونة، ويحوّل دفة الحديث من الاتهامات الباطلة إلى تعداد حافل بالإنجازات والنجاحات الباهرة.. فموسم الحج على الأبواب، وموجة الصراخ والعويل الموسمية قد أزفت!
هكذا صاغها الأديب الساخر جلال كشك ذات يوم، ولم تكن مجرد دعابة سياسية عابرة، بل كانت تشخيصاً لاذعاً لحالة فكرية عربية مزمنة استسهلت اختزال النضال في عداء مجاني، وشعارات بالية، وكلمات فارغة من المحتوى، فمنذ أمد بعيد؛ غدت المملكة العربية السعودية هدفاً سهلاً لكل من رام إثبات ولائه لمعسكر «التقدم» الزائف أو «الممانعة» الواهية، فأضحى السبيل الأيسر لنيل مقعد في صدارة النضال هو التهجم على السعودية، بدلاً من تقديم مشروع عملي، أو مواجهة عدو حقيقي، أو إطعام طفل يتضور جوعاً أو ستر عورة فقير في وطنه المتردي!
في تدوينة له على منصة x، أشار الإعلامي القدير داود الشريان إلى تعامل بعض القنوات الإعلامية الناطقة بالعربية مع الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكأنه تهمة تستوجب الإدانة، مستشهداً بمقولة كشك الشهيرة عن نادي «المناضلين» العرب، وهذا محض الواقع، لكنه ليس صلب المسألة في طرح الأستاذ داود، بل الأهم هو انزلاق بعض الصحفيين والكتاب السعوديين (بدوافع حسنة النية) إلى موقع المدافع عن النفس أمام طوفان الاتهامات والأباطيل المضللة، والحقيقة - في تصوري المتواضع - أنه لا توجد قضية تستدعي الدفاع، ولا نحتاج إلى محاماة عن مواقف هي في جوهرها (إنجازات) راسخة ونجاحات باهرة، يتم عرضها على موائد المؤامرات بإيعاز من الحاقدين والمغرضين من بقايا الإخوان والجماعات المتطرفة، تحت ستار برامج حوارية تلوكها ألسنة المرتزقة والمأجورين في هذه القنوات الموجهة التي دأبت على مدى عقود على ترويج صورة نمطية مشوهة عن السعودية، بينما تتجاهل عن عمد انتهاكات حلفائها المقربين، وتمتنع عن تغطية الأحداث الإنسانية التي لا تتفق مع أجندات مموليها ولا تخدم مصالحهم الضيقة، وعلى كل حال ففي ختام تلك المهاترات يدرك المشاهد - سواء كان محباً أو كارهاً - أنه أمام مجرد جلسات للثرثرة وتنفيس عن الضغوط النفسية والتعافي من وطأة هذه الإنجازات وأصداءها التي أقضت المضاجع وأثارت الأحقاد وضيقت الصدور والآفاق؛ يعني بعبارة أخرى جلسات استشفاء أو علاج جماعي أشبه بما نراه في الأفلام السينمائية.. لا أكثر ولا أقل.
أما بخصوص عضوية نادي «المناضلين» المزعوم من قبل بعض المنبوذين من المثقفين والسياسيين العرب، الذين يستمّدون شرعيتهم النضالية الزائفة بمجرد توجيه سهام النقد اللاذع إلى السعودية، بصرف النظر عن مواقفهم الحقيقية أو ما يقدمونه فعلياً من فكر مستنير أو عمل نضالي جاد، فهم يتعمدون مهاجمة السعودية كأداة سهلة لتحقيق الشهرة الزائفة أو إعادة تلميع صورهم الباهتة بمظهر المناضل أو التقدمي أو القومي إلى آخره من المسميات الرنانة، دون أن تكون لديهم أية مواقف راسخة أو إنجازات ملموسة، وقد اعتدنا هذا السلوك الشائن وتجرعنا إسفافهم وابتذالهم (مثل شرب القهوة المرة) صابرين محتسبين ...!
صحيح أن السعودية لا تدّعي العصمة والكمال، ولا تنأى بنفسها عن النقد البناء، لكنها في العقد الأخير تحديداً خطت خطوات حثيثة وجبارة في مسيرة تحقيق إنجازات اقتصادية واجتماعية وسياسية ضخمة تمسّ صميم حياة مواطنيها، وتواجه بها بشجاعة تحديات العصر المتسارعة. لكن على الرغم من ذلك، لا يزال بعض «المناضلين» العرب المتكلسين يصرّون على التشبث بخطاب الستينيات العقيم، رافضين الاعتراف بالتغيير الجذري الحاصل، لأن الاعتراف بهذا التغيير يسقط عنهم عباءة التميز الكاذبة التي اكتسبوها مجاناً بمجرد شتمهم للسعودية. إن ما قاله جلال كشك لم يكن سوى مرآة مهشمة لمجتمعات اعتادت تزييف الحقائق وصناعة بطولات وهمية وحروب شعارات لفظية جوفاء، وبينما تتقدم السعودية بخطى واثقة وثابتة على أرض الواقع، ما زال هذا «النادي» الزائف يلوك شعاراته البالية في مقهى عتيق، ينتظر التصفيق من أكف ممدودة للتسول والتماس العون!
وختاماً.. السعودية ليست بحاجة إلى من يدافع عنها، فمواقفها تتحدث عنها وتشهد لها بالإشادة والتقدير، بل هي بأمس الحاجة إلى من يروج ويسوق لهذه المواقف المشرفة في عقر دار الخصوم قبل الأصدقاء، وإلى من يقلب الطاولة في تلك القنوات المأفونة، ويحوّل دفة الحديث من الاتهامات الباطلة إلى تعداد حافل بالإنجازات والنجاحات الباهرة.. فموسم الحج على الأبواب، وموجة الصراخ والعويل الموسمية قد أزفت!